بتهوفن وموسيقانا
ليس تقليلاً من قيمة المؤلفين الموسيقيين العظماء الذين أقدّر وأعشق موسيقاهم، لكنّ اسم بيتهوفن رافق ذاكرتي منذ الطفولة من خلال أحد الكتب التي قرأت وكان يتحدّث عن حياته ومؤلفاته... وعظمته...
لا أنكر أنّي قرأت هذا الكتاب عدّة مرّات، علّني أستطيع أن أسمع بعضاً من موسيقاه من خلال الكلمات، ولكن دون جدوى... ففي تلك الأيّام( الحرب الأهليّة السيئة الذكر)، لم يكن لي لا القدرة المادية ولا التقنية للحصول أو حتى سماع موسيقاه... فهل يمكن تصوّر ذلك؟... لم تكن منطقتنا مغطاةً إعلاميّاً إلا من التلفزيون العربي السوري ومن إذاعة مونتي كارلو وفي بعض الأحيان من تلفزيون لبنان... كما أنّي أذكر أنّ الراديو في بيتنا كان يفتقد إلى القدرة على قراءة الأشرطة الممغنطة... هذا بدون ذكر الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي...
ولسخرية القدر، أ وّل مقابلةٍ بيني وبين موسيقاه، كانت عندما مات أحد الزعماء... وطبعاً أعلن في حينها الحداد الرسمي، وتوقّفت كل البرامج... ما عدا الموسيقى الكلاسيكية...
هل تخالون طفلاً جالساً، مشخصاً في التلفاز... مركزاً على كلّ نوتة... والفرحة تملأ قلبه... بينما كلّ الناس يتأففون لأنّ وسيلة الترفيه الوحيدة لديهم قد توقّفت...
كنت أنا هذا الطفل...
نعم... كطفلٍ لم يكن يهمّني إن أتى الزعماء أو رحلوا... كنت أنتظر موسيقاه بفارغ الصبر... وفي كثيرٍ من الأحيان لم يطل انتظاري...
وأما اليوم فقد اختلفت الأحوال... فأصبح لدي المجموعة الكاملة لأعماله ولأعمال كثيرين من العظماء الكلاسيكيين... ولا يزال ولعي بالموسيقى الكلاسيكية في المرتبة الأولى...
كما قد تطورت علاقتي مع هذه الموسيقى... وجلّ ما أعشقه اليوم هو الاستماع إليها بينما أكون سائراً في الغابات وعلى قمم الجبال... بين الأزهار في الحقول... لماذا؟... لأنّني أستطيع قراءتها بينما أكون محاطاً بالصمت... ولأنّها تكتب نفسها بنفسها على صفحات الرياح والأشجار والينابيع والحقول...
وأمام الفورة الغير طبيعية للمطربات والمطربين، وشيوع سرقة الألحان، والاتهامات، وحرب الدلال والأصوات الجميلة... أخال الدموع تملأ عيون بتهوفن وموزار وشوبين... وغيرهم من العظماء... خصوصاً أمام التفاهة والمستوى الجاهل للمؤلفين الموسيقيين وكتّاب الأغاني...
فقد انتهت الكلمات، التي تحوّلت تكراراً مميتاً... ولم يعد يهمّ اللحن كما يهمّ الغنج وهزّة الخصر، وقُصر الفساتين...
نعم...
موسيقى الأمس كانت ولا تزال تتكلّم، وستبقى إلى الأبد...
وأمّا موسيقى اليوم فيسكتها الكلام التافه، ولا تدوم أكثر من طول سيقانٍ عارية...
لا أنكر أنّي قرأت هذا الكتاب عدّة مرّات، علّني أستطيع أن أسمع بعضاً من موسيقاه من خلال الكلمات، ولكن دون جدوى... ففي تلك الأيّام( الحرب الأهليّة السيئة الذكر)، لم يكن لي لا القدرة المادية ولا التقنية للحصول أو حتى سماع موسيقاه... فهل يمكن تصوّر ذلك؟... لم تكن منطقتنا مغطاةً إعلاميّاً إلا من التلفزيون العربي السوري ومن إذاعة مونتي كارلو وفي بعض الأحيان من تلفزيون لبنان... كما أنّي أذكر أنّ الراديو في بيتنا كان يفتقد إلى القدرة على قراءة الأشرطة الممغنطة... هذا بدون ذكر الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي...
ولسخرية القدر، أ وّل مقابلةٍ بيني وبين موسيقاه، كانت عندما مات أحد الزعماء... وطبعاً أعلن في حينها الحداد الرسمي، وتوقّفت كل البرامج... ما عدا الموسيقى الكلاسيكية...
هل تخالون طفلاً جالساً، مشخصاً في التلفاز... مركزاً على كلّ نوتة... والفرحة تملأ قلبه... بينما كلّ الناس يتأففون لأنّ وسيلة الترفيه الوحيدة لديهم قد توقّفت...
كنت أنا هذا الطفل...
نعم... كطفلٍ لم يكن يهمّني إن أتى الزعماء أو رحلوا... كنت أنتظر موسيقاه بفارغ الصبر... وفي كثيرٍ من الأحيان لم يطل انتظاري...
وأما اليوم فقد اختلفت الأحوال... فأصبح لدي المجموعة الكاملة لأعماله ولأعمال كثيرين من العظماء الكلاسيكيين... ولا يزال ولعي بالموسيقى الكلاسيكية في المرتبة الأولى...
كما قد تطورت علاقتي مع هذه الموسيقى... وجلّ ما أعشقه اليوم هو الاستماع إليها بينما أكون سائراً في الغابات وعلى قمم الجبال... بين الأزهار في الحقول... لماذا؟... لأنّني أستطيع قراءتها بينما أكون محاطاً بالصمت... ولأنّها تكتب نفسها بنفسها على صفحات الرياح والأشجار والينابيع والحقول...
وأمام الفورة الغير طبيعية للمطربات والمطربين، وشيوع سرقة الألحان، والاتهامات، وحرب الدلال والأصوات الجميلة... أخال الدموع تملأ عيون بتهوفن وموزار وشوبين... وغيرهم من العظماء... خصوصاً أمام التفاهة والمستوى الجاهل للمؤلفين الموسيقيين وكتّاب الأغاني...
فقد انتهت الكلمات، التي تحوّلت تكراراً مميتاً... ولم يعد يهمّ اللحن كما يهمّ الغنج وهزّة الخصر، وقُصر الفساتين...
نعم...
موسيقى الأمس كانت ولا تزال تتكلّم، وستبقى إلى الأبد...
وأمّا موسيقى اليوم فيسكتها الكلام التافه، ولا تدوم أكثر من طول سيقانٍ عارية...
6 Comments:
We do agree and share your opinion.
This comment has been removed by a blog administrator.
This comment has been removed by a blog administrator.
Positive thinking is like this:
* Someone survives an assassination attempt, you thank God that he is still alive.
* Some president gets too old and dies, you thank God that you will listen to classical music.
In Lebanon, we always thank God for classical music!
We also listen to classical music when Prime Ministers die :) But, we can go down to Virgin and buy a few cds! Why wait!
Maldoror: to listen to classical music, you can always choose between buying C4 and CD.
Post a Comment
<< Home