دكانة جوريّة

قدامكن طريق بين تلات طرقات
الطريق اللي نازل.. نازل
والطريق الـْ عَ السهل.. عَ السهل
والطريق الطالع.. بودّي ع "درج اللوز"
بتمشو شوي وبتمشو شوي
وبترجعو تمشو، تمشو شوي
هالبيت العتيق اللي فوق الطريق
هوي دكانة * جورية
وعم يسهر** فيها بيي
جيبو جورية وجيبو بيّي

لم أعرف أنَّ لبطني معزة خاصة عندي إلا عندما دخلت ذلك المحل المنزوي المُعَنْوَن "حلال". لم أرتاب في شأنه عند دخولي إليه. مررتُ قرب براد الجبنة والحليب كما اعتدت المرور في أي سوبرماركت فرنسي لكني ما لبثت أن توقفت وعدت أدراجي للتأكد. لبنة كباتيــــــــــــــل!! لبنة BALL! (كما اعتدنا تسميتها في صغرنا!).
إذا وُجدت طابات اللبنة فالمؤكد أن عدداً من المشتبه بهم يتواجدون في جوارها.
ألتفت وأدخل رواقاً .. رفوف رفوف من البضائع المكدسة.. لاشيء ذا قيمة.. أُعلـِنـَت براءته وأُخلِيَ سبيله.
أدخل رواقاً انزوى في زاوية المحل. يبدو متستراً على جريمة . أدخله لأفاجأ بــِ "لبنان" كله هنا!
حلاوة.. طحينة.. فول مدمس.. حمص بطحينة! إي.. حمص بطحينة! "شو بدك": "قرطاس" أو "حدائق كاليفورنيا"؟ "لك حتى الخبز العربي والبقلاوة موجودين!" أما المفاجأة فتتمثل بوجود "الزعتر الحلبي" . معقول؟ ("بعد عم يوصل منّو ع لبنان؟؟")
في برادفورد –إنكلترة- تقبع البضائع جنب بعضها من غير تزاحم ومع احترام كامل لخصوصية الآخر.
"بيني وبينكم، يا مين يوصِّل هالخبر لبيار الجميل اللي بحب لبنان وبحب صناعتو.. وشو بدك أحلى من هيك.. صناعة قد تشبع بطوننا ( تأكيد على نون الجماعة) وما بتعمل مشاكل مع.. ولاد العم!"
بلد نُذِر ليكون واجهةً للملذات.. أي ملذات.
_______
- المقطع الافتتاحي من الحوار الغنائي "خمارة جورية" من مسرحية "هالة والملك" للأخوين رحباني.
* الأغنية الأصلية تقول "خمارة" استبدلت بكلمة "دكانة" في حفلة دبي. استخدمت "دكانة" هنا نظراً لملاءمتها أكثر للموضوع.
** الأغنية الأصلية تقول "عم يسكر" استبدلت بكلمتي "عم يسهر" في حفلة دبي. استخدمت "عم يسهر" هنا للسبب المذكور سابقاً.