تلاتة بواحد

هي الحمى. بعض الضمادات على الجبين، ويبدأ هذياني المحلي اليومي.
هل أنا شمولي؟ أنظر في المرآة. لا شيء يوحي بذلك. أعود إلى السرير.
معلمي يهمس لي: "إغفروا له. إنه لا يدري ماذا يفعل".
بلى يدري، يدري.
أريد أن أنام. لا أستطيع أن أعد الخرفان. سأُتـَّهم بانضوائي تحت ثقافة القطيع. سأصبح خروفاً. ومن يدري قد يـُبْتـَدع لي صفة أخرى. لا بأس، فقطيع الخرفان "متنوع" ولايزال يقطع الأراضي المنسية في الشريط الحدودي.
حدودي هي هذا الشرشف. على زاوية السرير، يجلس أبو فؤاد مبتسماً باصفرار. يفتح فاهه من غير أن يصلني الصوت ويحرك قبضته:
3 بواحد. 3 بواحد. 3 بواحد.
ما باله أبو فؤاد يعيد عليَّ النغمة الرتيبة ذاتها؟ أغطي رأسي بالشرشف هرباً من الإعادة.

أشم رائحة سجائر؟ لا.
رائحة بارود؟ لا.
رائحة اقتتال؟ لا.
رائحة تنوع؟ نعم؟
تنوع! حللتَ أهلاً ووطأتَ سهلاً.

17 عاماً من الإقتتال القذر تنتهي ببساطة بإضفاءِ صبغة المقاومة عليها.
هو يتحدث عن مقاومته، والضحايا تبتسم وتصفق.
17 عاماً من التفاهة تـُستحضر بجزء ثانٍ رتيب من أجل جني الأرباح في شباك التذاكر. ينتهي الفيلم بامتزاج دم القاتلين بالقتلى فتمسي الجرائم مقاوَمة.
وعليَّ بعد ذلك أن أبتسم وأن لا أنبس ببنت شفة. لأني لو نطقت فسأصبح عروبياً رجعياً خشبياً إيرانياً سورياً شمولياً .
فـَلـْيـَكـُن.

أنا أتذكر كي لا أعتاد الإعادة. وأنتم تجمـِّلون وتحرِّفون ما حدث لتبرِّروا إعادةً مستعصيةً.
لا. لستُ تحت العباءة. لا تعنيني الحكمة. ولن أقبل الإعتذار.
سأنظر فقط إلى أبي فؤاد وهو يؤكد لي: 3 بواحد.