صخرة
قامت الصخرة لتحيّي الصباح كما يفعل كلّ ما على الأرض ، قامت متكبّرةً رافعةً رأسها كالعادة لأنّها الأقوى ، الأقوى الذي يستطيع الوقوف في وجه حرارة الشمس ، في وجه الماء والنار والرياح ، الأقوى الذي لا شيء يقدر أن يقتله ، قامت فوجدت الإنسان واصلاً إليها . هي من لم تكن قد رأته قبلاً ، لأنّها كانت تعيش في الوديان البعيدة ، التي لم تكن رجله قد وطأتها بعد ، فدفعتها حشريّتها للإستفسار عنه وعن مدى قوّته .
فسألت الأشجار : من هذا ؟
فقالت : أخبرتنا النسمات ، التي كانت تهزّ أوراقنا ، عن لسان أقربائنا في البعيد ، أنّه هو من يقطّعنا حطباً ليتدفّأ علينا ونحن نحترق في موقد شتائه ، فارتاحت لأنّها لا تقطع ولا تحترق .
ثمّ سألت النهر : من هذا ؟
فقال : أخبرتنا الينابيع أنّه من حكمها وسيّرها على هواه ، ليروي بمائها عطشه وعطش زرعه وبهائمه ، وليغسل بها أوساخه ، فارتاحت لأنّ لا ماء فيها ، إرتاحت رغم تعجبّها من قدراته هو صاحب الحجم الصغير.
فراحت تكمل تحقيقها سائلةً الحيوانات : من هذا ؟
فقالت : هو ملك الغابة ، هو أدهى من ثعالبها وأشرس من ذئابها الجائعة ، هو من يثقل كاهلنا بأعماله ويقتلنا ليشبع جوعه .
فتنفّست الصخرة الصعداء لأنّها لا تتحرّك ولا تؤكل ، تنفسّت الصعداء وخوفها يزداد كلّما تقّدمت في تحقيقها عنه ، تحقيقها الذي لم يبق فيه للاستجواب غير التراب فسألته : من هذا ؟
قال التراب : هو يستغلّ مكوّناتي ليحكم بها العالم ، لكن مهما كان ، فهو منّي كما أنت منّي ، هو سيعود اليّ كما ستعودين أنت ، لكنّ عمرك أطول من عمره .
ففرحت قليلاً ، لكنّ نظرات الإنسان لها ولمساته أثارت في جسدها الرعب ، الى أن ابتعد عنها ليعود من حيث أتى .
في صباح اليوم التالي ، وككلّ يوم حيّت الصباح ، لكنّها من جديد وجدت الإنسان قادماً ، وفي يده مطرقةً وإزميل . اقترب منها ، وراح ينقر فيها طول النهار ، فقطّع أطرافها ، وهندس شكلها ، حتّى صارت تمثالاً يشبهه ، وعندما إنتهى ، إقترب من النهر ، فشرب ، وحمل منه ماءً ليغسل عنها الغبار ، ثمّ قطّع شجرتين ، وصنع منهما عربةً ، ربطها الى حماره ، حاملاً بها الصخرة ، التي صارت تمثالاً ، الى بيته .
على الطريق ، كانت الصخرة تنظر بيأس الى أشلائها ، التي في يومٍ من الأيّام قاومت كلّ عوامل الأرض ، أشلائها التي إبتعدت عنها الآن بسبب الإنسان . كانت تنظر باكيّةً وهي تقول : يا ليت كان لي فكر الإنسان مقابل كلّ مظاهر القوّة التي كانت لدي ، قالت ذلك بينما كان الإنسان راكباً على حماره وهو يقول : آه لو كانت لي قوّة كقوّة هذه الصخرة لكنت فعلت أشياء كثيرة .....
فسألت الأشجار : من هذا ؟
فقالت : أخبرتنا النسمات ، التي كانت تهزّ أوراقنا ، عن لسان أقربائنا في البعيد ، أنّه هو من يقطّعنا حطباً ليتدفّأ علينا ونحن نحترق في موقد شتائه ، فارتاحت لأنّها لا تقطع ولا تحترق .
ثمّ سألت النهر : من هذا ؟
فقال : أخبرتنا الينابيع أنّه من حكمها وسيّرها على هواه ، ليروي بمائها عطشه وعطش زرعه وبهائمه ، وليغسل بها أوساخه ، فارتاحت لأنّ لا ماء فيها ، إرتاحت رغم تعجبّها من قدراته هو صاحب الحجم الصغير.
فراحت تكمل تحقيقها سائلةً الحيوانات : من هذا ؟
فقالت : هو ملك الغابة ، هو أدهى من ثعالبها وأشرس من ذئابها الجائعة ، هو من يثقل كاهلنا بأعماله ويقتلنا ليشبع جوعه .
فتنفّست الصخرة الصعداء لأنّها لا تتحرّك ولا تؤكل ، تنفسّت الصعداء وخوفها يزداد كلّما تقّدمت في تحقيقها عنه ، تحقيقها الذي لم يبق فيه للاستجواب غير التراب فسألته : من هذا ؟
قال التراب : هو يستغلّ مكوّناتي ليحكم بها العالم ، لكن مهما كان ، فهو منّي كما أنت منّي ، هو سيعود اليّ كما ستعودين أنت ، لكنّ عمرك أطول من عمره .
ففرحت قليلاً ، لكنّ نظرات الإنسان لها ولمساته أثارت في جسدها الرعب ، الى أن ابتعد عنها ليعود من حيث أتى .
في صباح اليوم التالي ، وككلّ يوم حيّت الصباح ، لكنّها من جديد وجدت الإنسان قادماً ، وفي يده مطرقةً وإزميل . اقترب منها ، وراح ينقر فيها طول النهار ، فقطّع أطرافها ، وهندس شكلها ، حتّى صارت تمثالاً يشبهه ، وعندما إنتهى ، إقترب من النهر ، فشرب ، وحمل منه ماءً ليغسل عنها الغبار ، ثمّ قطّع شجرتين ، وصنع منهما عربةً ، ربطها الى حماره ، حاملاً بها الصخرة ، التي صارت تمثالاً ، الى بيته .
على الطريق ، كانت الصخرة تنظر بيأس الى أشلائها ، التي في يومٍ من الأيّام قاومت كلّ عوامل الأرض ، أشلائها التي إبتعدت عنها الآن بسبب الإنسان . كانت تنظر باكيّةً وهي تقول : يا ليت كان لي فكر الإنسان مقابل كلّ مظاهر القوّة التي كانت لدي ، قالت ذلك بينما كان الإنسان راكباً على حماره وهو يقول : آه لو كانت لي قوّة كقوّة هذه الصخرة لكنت فعلت أشياء كثيرة .....
1 Comments:
Sassine, for the Arabic format, align your text to the right. and then between (div right), insert dir="rtl".
I guess it is our human nature to wish for the things we can never have. but thx God we are not as tough as a rock. who knows what kind of persons we would be.
نحنا هيك ومش مخلصين :)
Post a Comment
<< Home