رسالة إلى القادة العرب

لبّيك يا أمة العرب، يا أمة البطولة والشهامة والغضب!
لبّيك يا أمة ارتوت من دماء الأطفال ذهباً وتنسّمت من دموع الأمهات عزّة ومجداً وخطباً!

طفولة تراق على مذابح الشرف، وأمومة تهدر على بيادر الشوق والأمل، وأبوة تدفن في بساتين التيه والحمى والكبر...
والعرب نيام نيام، يبكون أطلال الجاهلية ندماً على حفنة رجال ضاعوا في ساحة الوغى يوماً فيما تدور رحى الحرب الهمجية على أعناق اللبنانيين الأبية...والعرب نيام نيام، يحصدون أغلالاً ويجنون أموالاً يتصدّقون بها على شعب لم يطلب منهم إلا التضحية بصمتهم أمام الآلاف بل مئات الآلاف من الأبرياء القابعين في جحور الفقر واليتم والعوز القاتمة.

أين أنتم يا عرب، يا من أعلنتم استشهاد الكرامة على مسارح الجهل والجبن والجلل، وقبلتم بالذل حليفاً وبالعدو مرضعاً ورضيعاً،
أين أنتم يا عرب، يا من آمنتم بالدين تقوى وبنصرة العدل قدوة،
ألم يحن الوقت لتلملموا أشلاء فشلكم وتنقذوا ما تبقى – إن تبقى – من ضميركم؟

اللعنة عليك يا أمة العرب، يا أمة التخاذل والحقارة والغضب!
اللعنة عليك يا أمة تنفّست الحضارة من رئتي لبنان وتعلّمت الغضب من شعبه المتسلّح منذ الأزل بالإيمان!

(شكرأً لصديقتي ديفينا لهذه الصرخة النابعة من القلب)