سارق الفرح
يا سارق الفرح.. تحيَّن الفرصة واهرب. الفرح سيحيلك مجنوناً لا تعرف كيف وإلى أين تلجأ. تحاصره في زاويةٍ فيأتيك مباغتاً من أخرى. ترمي عليه شباكاً عفنة فتنبعث منه رائحة ياسمين. مازال حتى الآن يقوم بدور الدفاع. انتظِر قليلاً فيتحوّل مهاجماً يريد أن يفرض شروطه. اقتنِص أول فرصة متاحة لك ونفذ هروبك الكبير. لو بقيتَ ستصبح قذارتك أخلاقياتٍ نادرة. ستعود إلى مجتمعك الصغير السفلي فتصير أضحوكة.
القضية خاسرةً.. خاسرة. فـَلِمَ العناد؟ حافظ على بشاعة هويتك واتركه ينفلت من شباك حاولتَ حبسه فيها فلم تنجح. بذاءتك لا تسمح لك بتركه للآخرين، أعرف. لكن ما الحل؟ إن احتفظتَ به فقدتَ هويتك. ستهذي عندها كرجلٍ لم يستوعب خسارة امرأة أو ضياع وطن. تقول، لم يعش الذي سيفرض شروطه عليك؟ تبرر أنه حتى الله ساقطٌ من حساباتك؟
فلأضعك أمام المعادلة التالية: لو بقيتَ الآن ففرضتَ شروطك ستـُضطـَر بعدها إلى استيعاب هذه الغنيمة داخلك. مشكلة هذا "المسروق" أنه يأبى أن يكون محكوماً ويسعى لحكم من يريد الحصول عليه. يستحوذ على مريده كالطاغية ليصبح بعدها آمراً ناهياً. انفذ بجلدك قبل فوات الأوان.
فكـِّر في الهروب من هذه الناحية:
سيتفلت أسيرك من الشباك ويقتنص فريسةً تمر بالجوار. هكذا، تكون سرقتـَه من شخصٍ وأجبرتَ آخر على اقتنائه. ومن يدري.. قد يتملك أسيرك رجلاً لا تفارق العبسة محياه فتنقلب ضحكةً بلهاء ويصبح عندها الرجل خيالاً في نظر زوجته التقليدية التي تعوَّدَتْ على العنف حتى لم تعد تعرف غيره معاملةً. أو قد يلبس أستاذ تاريخ اعتاد إخبار تلاميذه واقع تاريخهم الفضيحة وحاضرهم المأزوم. بعدها سيتحول الأستاذ مبخـِّراً من بلاط السلطان ويتخرج من تحت يديه جيلاً من الحمقى الذين يعيشون اللحظة.. فقط.
وفي أسوأ الأحوال سيحط الفرح رحاله داخل رئيسٍ طاغية فيصير رحوماً يفرح بالحياة ويـُفـرِح أبناء شعبه. حينها سيبادر الشعب إلى الدخول من فجوة صحوة الضمير هذه فيخلعه منصِّبين آخر يظهر بعد أيام أكثر سطوةً من سلفه.
الاحتمالات لا تنتهي .. بمقاييسك النتنة، أنتَ أمام فرضية الربح إن أطلقتَ سراح محبوسك..
اقتنعت؟ جيد..
أفلتتَ الشباك وعدوت بأقصى سرعة. أخفيتُ عنك أنَّ أسيرك السابق لا ينسى المهانة. تسلــَّل من شقوق الشباك وحاصرك من الأمام ثمَّ أحكم قبضته عليك من جميع الجهات فيما أنت تتفاداه بكفيك المرفوعتين.
بعد لحظةٍ، اختفى كل شيء. فتحتَ عينيك وأنزلت كفيك فلم تجد شيئاً.
أكملتَ طريقك . تشعر باضطراب وبسلامٍ داخلي لم تعتاده؟
مرحى يا سارق الفرح.. أتيت لتسرقه..فسرقك!
القضية خاسرةً.. خاسرة. فـَلِمَ العناد؟ حافظ على بشاعة هويتك واتركه ينفلت من شباك حاولتَ حبسه فيها فلم تنجح. بذاءتك لا تسمح لك بتركه للآخرين، أعرف. لكن ما الحل؟ إن احتفظتَ به فقدتَ هويتك. ستهذي عندها كرجلٍ لم يستوعب خسارة امرأة أو ضياع وطن. تقول، لم يعش الذي سيفرض شروطه عليك؟ تبرر أنه حتى الله ساقطٌ من حساباتك؟
فلأضعك أمام المعادلة التالية: لو بقيتَ الآن ففرضتَ شروطك ستـُضطـَر بعدها إلى استيعاب هذه الغنيمة داخلك. مشكلة هذا "المسروق" أنه يأبى أن يكون محكوماً ويسعى لحكم من يريد الحصول عليه. يستحوذ على مريده كالطاغية ليصبح بعدها آمراً ناهياً. انفذ بجلدك قبل فوات الأوان.
فكـِّر في الهروب من هذه الناحية:
سيتفلت أسيرك من الشباك ويقتنص فريسةً تمر بالجوار. هكذا، تكون سرقتـَه من شخصٍ وأجبرتَ آخر على اقتنائه. ومن يدري.. قد يتملك أسيرك رجلاً لا تفارق العبسة محياه فتنقلب ضحكةً بلهاء ويصبح عندها الرجل خيالاً في نظر زوجته التقليدية التي تعوَّدَتْ على العنف حتى لم تعد تعرف غيره معاملةً. أو قد يلبس أستاذ تاريخ اعتاد إخبار تلاميذه واقع تاريخهم الفضيحة وحاضرهم المأزوم. بعدها سيتحول الأستاذ مبخـِّراً من بلاط السلطان ويتخرج من تحت يديه جيلاً من الحمقى الذين يعيشون اللحظة.. فقط.
وفي أسوأ الأحوال سيحط الفرح رحاله داخل رئيسٍ طاغية فيصير رحوماً يفرح بالحياة ويـُفـرِح أبناء شعبه. حينها سيبادر الشعب إلى الدخول من فجوة صحوة الضمير هذه فيخلعه منصِّبين آخر يظهر بعد أيام أكثر سطوةً من سلفه.
الاحتمالات لا تنتهي .. بمقاييسك النتنة، أنتَ أمام فرضية الربح إن أطلقتَ سراح محبوسك..
اقتنعت؟ جيد..
أفلتتَ الشباك وعدوت بأقصى سرعة. أخفيتُ عنك أنَّ أسيرك السابق لا ينسى المهانة. تسلــَّل من شقوق الشباك وحاصرك من الأمام ثمَّ أحكم قبضته عليك من جميع الجهات فيما أنت تتفاداه بكفيك المرفوعتين.
بعد لحظةٍ، اختفى كل شيء. فتحتَ عينيك وأنزلت كفيك فلم تجد شيئاً.
أكملتَ طريقك . تشعر باضطراب وبسلامٍ داخلي لم تعتاده؟
مرحى يا سارق الفرح.. أتيت لتسرقه..فسرقك!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home